في غابة من الغابات الكبيرة والجميلة كانت تعيش مجموعة من الحيوانات مع بعضها بعضًا بحبّ وسلام.
وكان من بين الحيوانات فيل ضخم مغرور، فصحيح أنّ له أصدقاء كُثُر من الحيوانات الكبيرة، لكنه كان يتعامل بغرور مع الحيوانات الصغيرة ويرى نفسه أفضل منها.
وفي يوم من أيام الصيف الجميلة قرر الفيل أن يخرج من بيته ليتمشى بين الأشجار العالية، ويلتقي مع أصدقائه من الحيوانات الأخرى.
وبينما الفيل يسير دهس على نملة كانت تحمل طعامها عائدة به إلى المنزل، ولم يدرِ ما فعله بها فأكمل طريقه دون أن يعتذر لها.
أخذت النملة تصرخ وتصيح وتُنادي على الفيل بأعلى صوت لها وقالت: أيها الفيل المغرور، ألم ترَ ما فعلت بي؟
توقف الفيل وأدار وجهه ناحية النملة وقال بغرور: حسنًا، لم يحدث شيء مهم، والآن ماذا تريدين؟ هل تريدين أن أدهسك مرة أخرى؟ اغربي عن وجهي.
قالت النملة وهي تحاول أن تجمع الطعام الذي وقع منها: سأعلّمك درسًا قاسيًا عقابًا لك على غرورك.
ضحك الفيل بصوت عالٍ وقال: أنتِ أيتها النملة الصغيرة ستعاقبينني؟! ها ها ها يا لك من مسكينة، ثم أكمل الفيل طريقه وهو ما يزال يضحك ساخرًا من النملة.
غضبت النملة من الفيل وغروره الشديد، فأسرعت ناحيته وهو يمشي، ودون أن يشعر بها صعدت إلى ظهره منه إلى أذنه، وعضّته فيها بقوة.
انطلقت من الفيل صرخة قوية من شدة الألم، وبقيت النملة تعضّ بأذنه عقابًا له على غروره حتى صار يبكي.
خرجت النملة من أُذن الفيل ووقفت أمامه غاضبة، فلما رآها اقترب منها وقال: أنا آسف جدًا أيتها النملة، سامحيني أرجوكِ.
قالت النملة للفيل: المغرور لن ينجو من العقاب، وبدلًا من أن تتفاخر بقوتك على الآخرين استخدمها لمساعدتهم، وبذلك يحبّك الجميع.
ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الأسود والسلحفاة، قصة القرد الطماع.