في يوم من الأيام، في غابة خضراء سعيدة، عاش ثعلب صغير اسمه بيس، كان له فراء برتقالي ناعم وطويل، كانت عيناه تتلألأ مثل نجوم السماء في الليل، عاش الثعلب بيس في جحرٍ مريحٍ داخل شجرة بلوطٍ عملاقة، كانت الفترة المفضلة لديه هي عندما يحين موعد غروب الشمس وتتجه تحت الأفق، وفي المساء يخرج من جحره ليجد على غصن الشجرة صديقته البومة العجوز الحكيمة لونا، تنتظره لتحكي له قصة ما قبل النوم كل ليلة.
فتبدأ لونا بقولها: الليلة، سأروي لك حكاية عن المرج الساحر.
تتسع عينا فين بالحماس، ويتكور على نفسه عند باب الجحر، مستعداً للاستماع للقصة.
فتقول البومة لونا: "في أرضٍ ليست ببعيدةٍ عن هنا، يقع مرج يزدهر بأجمل الزهور. لكن هذه الزهور ليست مجرد زهور عادية؛ فهي تمتلك قوى سحرية، حيث تحمل كل زهرة هدية فريدة تمنحها لمن يقترب منها بقلبٍ طيب."
تتابع لونا: "في يوم ما، وصلت أرنبة صغيرة تُدعى سوني إلى المرج الساحر، كان قلبها مليئًا بالفضول واللطف، وأثناء سيرها بين الزهور، لفتتها زهرة عباد الشمس، تألقت بتلاتها كالذهب تحت أشعة الشمس."
"بفضول، اقتربت سوني من عباد الشمس وهمست: "ما هديتك لي أيتها الزهرة؟"
"أجابتها عباد الشمس بصوتٍ هادئ: "أمنحك هدية الشجاعة، فقط حركي بتلاتي وهزيها بلطف، وستشعرين بالقوة لمواجهة أي تحدٍ."
فيبدأ الثعلب بيس يشعر بالشجاعة تنساب إلى قلبه الصغير أثناء استماعه للقصة، ثم يسأل بحماس: "لونا، ماذا حدث بعد ذلك؟"
تابعت لونا: "شكرت سوني عباد الشمس واستمرت في رحلتها عبر المرج"، وقد هزت العديد من الزهور في طريقها، وأعطتها كل واحد هديةٍ فريدة؛ فالورود منحتها الحب، والبنفسج منحها الحكمة، أما الياسمين فمنحها السعادة."
"وفي النهاية، غادرت روزي المرج، وقلبها مليءٌ بالشجاعة، والحب، والحكمة، والسعادة الجديدة".
وبصوتٍ مليء بالحب، ودعت لونا الثعلب، فدخل إلى جحره، وأغمض عينيه وهو على يقين بأنه سيزور المرج الساحر في يوم من الأيام، وسيستمتع بعجائبه السحرية مرارًا وتكرارًا.