في قرية بعيدة كان رجل ناجح في عمله وثري جدًا يعيش مع ابنه.

كان الرجل يخرج إلى عمله ويبقى الابن نائمًا في المنزل ساعات طويلة.


كان الرجلُ قَلِقًا بشأن الكسل عند ابنه، وجلس يفكر بطريقة ليساعد فيها ابنه للتخلص من الكسل، حتى يستطيع الحفاظ على ثروته والاستفادة منها.


طلب الرجل المشورة من عجوز حكيم، فقال العجوز: لا تقلق واترك الأمر لي، واستأذنَ من الرجل أن يأخذ ابنه في نزهة إلى الغابة.


التقى الرجل العجوز بابن الرجل وسارا معًا، ولاحظ العجوز أنّ الصبي يمشي ببطء شديد وتكاسُل.


في منتصف الطريق قال الصبي للرجل العجوز: دعنا نستريح قليلًا.


لم يردّ الرجل العجوز وأشار إلى شتلة صغيرة وطلب من الابن إخراجها من الأرض، ففعل الصّبي ذلك بكل سهولة ويسر.


ثم طلب الرجل العجوز من الصبي اقتلاع نبتة أكبر من التي سبقتها، ففعل الصبي ذلك بقليل من الجهد.


ثم طلب الرجل العجوز من الصبي سحب شجرة صغيرة، ففعل ذلك بعد جهد كبير جدًا.


ثم أمره بسحب شجرة كبيرة من جذورها، فبدأ الصبي ببذل مجهود إضافي وقام بالمحاولة عدة مرات بطرق مختلفة لكنّه لم ينجح.


قال الصّبي: لقد تعبت، سأجلس هنا لأستريح.


ابتسم الرجل العجوز ونظر إلى عيني الصبي قائلًا: الكسل مثل الشجرة إذا تخلصت منها في سن صغيرة فستزول إلى الأبد، أما إذا كبرت في العمر فسيكون من الصعب التخلص منها، تمامًا كما تعذّبت حين حاولت اقتلاع الشجرة الكبيرة. 


قال الصبي: لقد فهمتُ الآن خطورة كسلي.


قال الرجل العجوز: جميل أنّك فهمت الحكمة من كلامي، هيّا لنرتاح هنا قليلًا ثم نعود.


قال الصّبي بهمّة ونشاط: لا كسل بعد اليوم.


ضحك الرجل العجوز وسار مع الصّبي عائدًا إلى المنزل.



المعاني والمفردات:

*ثري: غني.

*نزهة: رحلة.