يُحكى أنّ فلاحاً فقيراً كان يعيش مع زوجته وأبنائه في إحدى القرى القريبة من الغابة.


وكان يملك حقلاً صغيراً يزرع فيه بعض الخضروات ويبيعها.


وفي يوم من الأيام وبينما كان الفلاح يجلس في حقله حزيناً يُفكر بحاله ظهرت فجأةً أمامه ساحرة عجوز.


تفاجأ الفلاح من الساحرة وسألها من تكون.


قالت الساحرة العجوز: أنا هنا لمساعدتك، أخبرني لماذا تبدو حزيناً؟


ردّ الفلاح: أُفكّر بوسيلة أستطيع بها الحصول على المزيد من المال.


قالت العجوز: حسناً، سأخبرك بأمر سيُساعدك على حلّ مشكلتك.


دُهش الفلاح، وأكملت العجوز كلامها قائلة: هناك في وسط الغابة شجرة كبيرة يبدو شكلها مختلفاً عن بقية الأشجار عندها حلّ مشكلتك، ثم اختفت العجوز من أمام الفلاح فجأةً.


فكّر الفلاح بكلام الساحرة العجوز، ثم قال في نفسه: ما المشكلة لو جرّبتُ وفعلتُ ما قالته هذه العجوز؟


وفي اليوم التالي استيقظ الفلاح باكراً وجهّز نفسه للذهاب إلى الغابة، ثم انطلق من بيته وظلّ يمشي ويمشي بين الأشجار حتى ظهرت أمامه الشجرة التي أخبرته عنها الساحرة.


دار الفلاح حول الشجرة مستغرباً وقال في نفسه: ما الغريب في هذه الشجرة يا تُرى؟ سأحاول تسلّقها لأكتشف سرّها.


وبالفعل تسلق الفلاح الشجرة، فاهتزّت وسقط من فوقها عشّ للطيور فيه بيضتان.


نزل الفلاح عن الشجرة ووجد إحدى البيضتين بدأت تتكسر، فأمسك بها الفلاح وفجأةً خرج منها طائر كبير جداً.


دُهش الفلاح مما رأى، فقال له الطائر: شكراً لك لأنك ساعدتني لأخرج من هذه البيضة، لذلك سأعطيك هديةً ثمينة.


أكمل الطائر كلامه قائلاً: في البيضة الثانية ستجد خاتماً عجيباً، إذا وضعته على إصبعك سيُحقق لك أمنية واحدة فقط، وبعدها سيصبح خاتماً عادياً، تذكر أنها أمنية واحدة فقط. 


ثم طار الطائر بعيداً تاركاً الفلاح في دهشته.


أخرج الفلاح الخاتم من البيضة ثم وضعه في جيبه، وقرر أن يذهب إلى الصائغ ليعرف ثمنه.


أخبره الصائغ أنّ هذا خاتم عادي ولا يساوي شيئاً، فغضب الفلاح من كلامه وصاح: ما الذي تقوله، هذا خاتم عجيب ويمكنه أن يحقق الأمنيات، ثم أخذ خاتمه وخرج من المكان.


فكّر الصائغ بكلام الفلاح وقرر أن يتبعه ليأخذ منه الخاتم دون علمه. 


وبالفعل تسلل الصائغ في المساء إلى بيت الفلاح وأخذ الخاتم العجيب ووضع مكانه خاتماً آخر، وعندما عاد إلى منزله لبس الخاتم وتمنّى أن يجد أمامه كيساً من النقود الذهبية، وبالفعل تحققت أمنيته. 


في صباح اليوم التالي استيقظ الفلاح واطمأنّ على خاتمه دون أن ينتبه أنه لم يكن هو نفسه الخاتم العجيب، وجلس مع زوجته يتحدثان بأمر الأمنية التي سيتمنّانها.


قالت زوجة الفلاح: لنطلب من الخاتم أن نحصل على حقل كبير بدلاً من حقلنا الصغير، لكنّ الفلاح رفض وقال: بإمكاننا أن نزرع في حقلنا الصغير نباتات أكثر ونبيعها ونشتري بعد ذلك حقلاً أكبر، ولنؤجل أمنيتنا لشيء آخر.


وبدأ الفلاح يجتهد في العمل وزراعة حقله حتى تمكّن بعد عدة أشهر من شراء حقل كبير والحصول على مال أكثر، فاستمرّ بالعمل والاجتهاد وتمكّن بعد سنوات من شراء حيوانات لمزرعته زادت من ثروته ومن حصوله على المال، وقد نسي أمر الخاتم العجيب. 


المعاني والمفردات:

*حقل: أرض تُزرع فيها نباتات مختلفة. 

*الصائغ: بائع الذهب.

*تسلل: دخل بهدوء وخِفية.