عاش في قديم الزمان رجل اسمه لقمان، وقد كان رجلًا صالحًا ويمتاز بالحكمة والعلم، فعُرِف عنه الرأي الصائب حتى أصبح يُطلق عليه "لقمان الحكيم".

وفي يوم من الأيام جلس لقمان مع ابنه ليُعلّمه بعض الأمور في الحياة، فأعطاه نصائح ووصايا ستنفعه في دينه ودُنياه.

فقال لقمان لابنه الذي جلس يستمع إليه بحرص وانتباه: يا بني إنّ أهم أمر عليكِ أن تحرص عليه هو عبادة الله تعالى وحده، فمن يفعل غير ذلك سيظلم نفسه ظلمًا كبيرًا.

وأتبع لقمان وصاياه موضحًا له أنّ الله عالم بجميع الأمور الظاهر منها والمخفيّ: وحافظ يا بُني على الصلاة فهي أساس الدين، واحرص على دعوة الناس إلى الفضائل، وحذّرهم من اتباع الرذائل.

كما أوصاه بالصبر على المصائب والشدائد، فهذا له أجر كبير وعظيم عند الله تعالى.

ثم قال لقمان لابنه مُحذرًا: واحذر يا بني من أن تكون متكبرًا على الناس ومغرورًا، فهذا من أسوأ الصفات في الإنسان، والله تعالى لا يحب المتكبّرين، فعليكَ أن تكون متواضعًا مع الجميع مهما بلغت منزلتك.

واختتم لقمان وصاياه لابنه بإرشاده إلى ضرورة الاعتدال والتوسط في الأمور، وذلك حتّى في المشي فلا يمشي بسرعة زائدة ولا ببطء شديد، وأمره أيضًا بخفض صوته عند التحدّث، وهذا فيه احترام للآخرين.

ينبغي لنا جميعًا أن نتعلّم من وصايا لقمان لابنه ونُطبّقها في حياتنا.


معاني المفردات:

*الصائب: الصحيح.

*فضائل: جمع فضيلة، ومعناها الأفعال الحسنة والجيدة.

*رذائل: جمع رذيلة، ومعناها الأفعال القبيحة والسيئة.


ولقراءة المزيد من الحكايات الدينية للأطفال: قصة أصحاب الجنة، قصة ذي القرنين.