كان قارون رجلًا مُتكبرًا وغنيًّا من قوم سيدنا موسى، وكان يمتلك كنوزًا كثيرة جدًا لدرجة أنه يحتاج إلى مجموعة من الرجال الأقوياء ليحملوا مفاتيح خزائن كنوزه، لكن قارون لم يكن يحب فعل الخير، بل يستخدم أمواله وقوّته في الظلم والتحكم بالناس والأعمال السيئة.


كان الناس المؤمنون ينصحونه دائمًا بألّا يكون متكبرًا وأن يشكر الله الذي أعطاه هذه الكنوز، ويستخدمها في أعمال الخير لينال الجزاء الحَسَن من الله في الآخرة، لكنّه كان مغرورًا جدًّا ولم يستمع لنصيحة أحد، كما كان يظن أنه قد حصل على كل هذه الكنوز والأموال بذكائه وبجهده الخاص، وأنّ الله لم يعطه شيئًا حتى يشكره.


وفي أحد الأيام خرج قارون إلى قومه بأجمل شكل وصورة، يلبس أجمل الثياب وأغلاها، ويرتدي أثمن الزينة، وحين رآه بعض الناس قالوا: إنّ قارون محظوظ، فلديه كلّ هذه الأموال، يا ليتنا نملك أموالًا كثيرة مثله، لكنّ المؤمنين قالوا لهم إن الكنوز الحقيقية هي الأجر الذي سيعطيه الله للمؤمنين يوم القيامة في الجنة.


لم يتوقف قارون عن أعماله السيئة ولم يشكر الله على نعمه الكثيرة التي أعطاه إياها، ولذلك أراد الله أن يعاقبه ويجعله عبرةً لمن يريدون أن يكونوا مثله، ففي يوم من الأيام خسف الله الأرض تحت داره فابتلعته الأرض هو وداره وكنوزه جميعها، ولم يبقَ له أي أثر.


ذُهل الناس جميعًا من قدرة الله حين عاقب قارون الظالم المتكبّر، وصاروا يحمدون الله أنهم لم يكونوا مثله ويغتروا بأموالهم ولم يُفسدوا في الأرض ويتجبروا، وأنّ الله لم يخسف الأرض بهم كما خسفها بقارون، فهذه نهاية كل ظالم متكبّر.