يعيش طارق مع والده ووالدته وشقيقته في إحدى المُدن الجميلة.


كان والد طارق يخرج كلّ صباح إلى عمله ويعود في وقت متأخر من اليوم، حيث كان يعمل سائقاً لسيارة أجرة.


وفي يوم من الأيام تأخّر والد طارق في العودة إلى المنزل كثيراً، فشعرت العائلة بالقلق عليه.


وبعد منتصف الليل رنّ جرس الهاتف يُخبر العائلة أنّ والد طارق تعرض لحادث ودخل إلى المستشفى.


قرّر طارق أن يذهب بسرعة إلى المستشفى للاطمئنان عليه.


وعندما وصل إلى هناك سأل طارق الممرضة عن غرفة والده، فأشارت إلى مكانها.


دخل طارق إلى الغرفة، لكنّه تفاجأ بأن والده نائم على السرير ووجهه مغطى بالشاش الأبيض، فقد تعرّض لجروح كثيرة ولم تُعد ملامحه واضحة.


جلس طارق بجانب والده يبكي بشدّة وينادي: استيقظ يا أبي أرجوك، لكنّ الوالد لم يستجب له.


مرّ بعض الوقت ثم ذهب طارق إلى غرفة الطبيب ليسأل عن حال والده، فسمع عنده صوتاً يشبه صوت والده كثيراً.


وعندما فُتِح الباب تفاجأ طارق بوالده يقف أمامه وهو بصحة جيدة، فصاح مستغرباً: أبي، هذا أنت؟!


قال الوالد مندهشاً: ماذا تفعل هنا يا طارق؟


 لم يرد طارق وأسرع ليُعانق والده بشدّة، ثم قال: حمداً لله أنّك بخير ولم تُصَب بأذى، لقد وصلنا خبر أنّك تعرّضت لحادث كبير.


قال الوالد: لستُ أنا من تعرّض للحادث، بل صديقي وبقيتُ معه بعض الوقت لأطمئن عليه، هيّا لنعود إلى البيت ونُطمئن والدتك وشقيقتك.


قال طارق: لكننا سنعود يا أبي بعد ذلك إلى المستشفى لنعتني بصديقك حتى يستعيد صحّته.


وبالفعل بقي طارق يزور صديق والده عدة أيام حتى خرج من المستشفى.