ذهب جُحَا إلى السّوق ليَشْتَري حمارًا.

اشترى جُحا الحمار ودفع ثمنه للبائع ومشى وهو يَجرُّه خَلفه، وفي الطريق رآه لِصّان واتّفَقا على أن يَسْرِقا منه الحمار.

فكّر اللصان بطريقة ليسرقا الحمار من جحا، ففكّ أحدهما الحبل من رقبة الحمار بكل هدوء ثم سَحَبَه وذهب إلى منزله دون أن ينتبه جحا، أما اللص الآخر فرَبَطَ الحبل حول رقبته بدل الحمار.

كان جحا يمشي واللّص يمشي خلفه، وكلما مرّا من أمام مجموعة من النّاس كانوا يضحكون عليهما.

قال جحا في نفسه: لماذا يضحك الناس يا تُرى؟

كان جحا لا يدري بما فعل اللصان، وظن أنّ الناس تضحك على منظر الحمار.

وصل جحا إلى منزله فالتفت إلى حماره يريد أن يدخله من باب البستان، فوجد الحبل مربوطًا برقبة اللص.

تعجّب جحا وسأل اللص: من أنت؟! وما الذي جاء بك إلى هنا؟! وأين حماري؟!

فكر اللص بخدعة يخدع بها جحا، فبدأ في البكاء.

سأله جحا: لماذا تبكي؟

قال اللص: لقدْ صرختُ في وجه أمي فغضبت منّي ودعت الله أن يحولني إلى حمار، واستجاب الله لدعائها وتحولت إلى حمار، ثم أخذوني إلى السوق،

ومنذ ذلك اليوم وأنا أقف في السوق بين الحمير، لكنّي عدتُ إنسانًا كما كنت عندما مشيتُ معك، شكرًا لكَ يا سيدي.

صدّق جحا خدعة اللص وحزن عليه، وفكّ الحبل عن رقبته ونَصَحَه قائلًا: اذهب إلى أمّك واطلب منها أن تسامحك، وإياك أن تُغْضبها مرّة أخرى كي لا تتحول إلى حمار.

دخل جحا إلى منزله وخرج الرجل اللص من البستان وذهب إلى صاحبه الذي سرق الحمار، وباعا الحمار في السوق وأخذا ثمنه.

في اليوم التّالي نزل جحا إلى السّوق مرّة أخرى، فرأى الحمار الذي اشتراه أمس واقفًا عند نفس البائع، فظنّ أن الرجل الذي فكّ الحبل عن رقبته أمس قد أغضب أمه مرة أخرى فدعت عليه وتحول إلى حمار وهو يقف بين الحمير الآن.

اقترب جحا من الحمار وهَمَسَ في أذنه: يا لك من رجل غبي، لقد نصحتك أمس ألا تُغْضَب أمّك مرّة أخرى، ويبدو أنك لم تسمع النصيحة لذلك عدت حمارًا مرة أخرى.