يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجل فقير يعيش مع زوجته وأولاده في إحدى المدن البعيدة، وكان ييبيع الزيت لأهل المدينة ويحصل على القليل من المال، ودائمًا ما يتمنى أن يصبح ثريًا.


وفي يوم من الأيام جلس الرجل مساءً في بيته يفكّر بطريقة يزيد به ماله ويحسّن بها حاله، فخطرت له فكرة وقرر تنفيذها؛ أن يخلط زيتًا غالي الثمن مع زيت رخيص وغير جيد ويبيعه للناس بسعر أعلى على أنّه زيت بجودة عالية.


في صباح اليوم التالي نفّذ بائع الزيت خطّته وعَرَض للزبائن الزيت المغشوش وهو يُنادي: زيت لا مثيل له، هيا تعالوا واشتروا، فجاءه رجل يُريد أن يشتري منه وقال له: أنا أعمل صانعًا للصابون، وأريد زيتًا بكمية كبيرة يمكنني استخدامه في صناعة صابون جيّد، فأعطاه بائع الزيت الكمية التي أرادها ثم قال له كذبًا: إنّ هذا أجود أنواع الزيوت، استخدمه وادعُ لي، ولأنك أخذت كمية كبيرة سأخصم لك من سعره.


شكر صانع الصابون بائع الزيت ثم عاد بما اشترى إلى محلّه وبدأ بتحضير الصابون الذي سيبيعيه للناس، وبعد أن انتهى من عمله قال في نفسه: سأُعطي الرجل الذي باعني الزيت بعض قطع الصابون هدية له، فقد كان كريمًا معي عندما اشتريت منه.


وبالفعل ذهب صانع الصابون إلى بائع الزيت وقدّم له الصابون، ففرح به بائع الزيت وعاد إلى بيته وقرر قبل أن ينام أن يُجربه؛ فبعد انتهائه من تناول طعام العشاء غسل يديه به ثم استلقى على فراشه وراح في نوم عميق.


في صباح اليوم التالي استيقظ بائع الزيت وهو يشعر بألم شديد وحكّة قويّة في يديه وقد أصبح جلده محمرًا، ولما رأته زوجته قالت له: لا بدّ أنّ هذا من الصابون الذي استخدمته يوم أمس.


غضب بائع الزيت كثيرًا، وقرر أن يذهب إلى القاضي ليشتكي على صانع الصابون، الذي استدعاه القاضي لينظر في الشكوى المقدّمة بحقّه.


نفى صانع الصابون الأمر وقال: سيدي القاضي أنا معروف بين الناس بصدقي وأمانتي ولم يشكُ أحدٌ مني من قبل، لكنّي قبل عدة أيام غيّرت نوع الزيت الذي أستخدمه، وقد اشتريته من هذا الرجل.


بدأت تظهر على بائع الزيت علامات القلق، وقال القاضي: سنُحضر الخبير ليفحص الزيت ونرى النتيجة، ولما انتهى الخبير من عمله قال: إنّ هذا الزيت مغشوش يا سيدي.


شعر بائع الزيت بالخجل الشديد ولم يستطع الدفاع عن نفسه، فقال القاضي: لقد بعت للناس زيتًا مغشوشًا وكنت أنت أول من تأذى منه، خذوه إلى السجن جزاء له على فعلته.



معاني المفردات:

*ثريًا: غنيًا.

*أجود: أفضل.

*استدعاه: طلب منه الحضور.



ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم الجميلة: قصة كريم وسلة البيض، قصة العجوز والكلب الوفي.