جاء رجل عجوز من إحدى القرى البعيدة إلى المدينة مشياً على الأقدام، وقد سُرِق منه كيس النقود وهو في الطريق.


وصل الرجل العجوز إلى المدينة وشعر بالجوع الشديد، وسار في سوق المدينة يبحث عن مكان يحصل منه على الطعام.


وبينما هو يمشي في السوق وَجَدَ عربة مليئة بتفاح يبدو شهياً، وخلفها بائع يُنادي بصوت عالٍ: تفاح لذيذ تفاح لذيذ! هيا تعالوا واشتروا التفاح!


اقترب الرجل العجوز من بائع التفاح، وقال له: يا بني أنا جائع جداً وأريد تفاحة واحدة فقط أسدّ بها جوعي، لكني لا أملك المال فقد سُرقت نقودي.


قال بائع التفاح: اذهب من أمامي أيها العجوز، أنا لا أعطي التفاح مجاناً!


حزن الرجل العجوز من كلام بائع التفاح، وجلس على جانب الطريق حزيناً ومُتعباً.


مرّ من أمامه رجل يبدو طيّب القلب وسأله عن حاله، فأخبره العجوز بما جرى معه.


قرر الرجل مساعدة العجوز، فذهب إلى بائع التفاح واشترى منه حبة تفاح ليُعطيها له.


عاد الرجل إلى المكان الذي يجلس فيه العجوز وقال له: تفضّل يا عم، هذه لك. 


فرح العجوز بالتفاحة وأكلها وشعر بالنشاط، ثم قال للرجل: شكراً لك أيها الرجل الطيب، لا بدّ أن أُكافئك على ما فعلته معي.


ودون أن ينتظر العجوز ردًا من الرجل أخرج من كيس أمتعته إزميلاً وبدأ بحفر حفرة في الأرض، ثم وضع فيها بذور حبة التفاح التي تناولها وغطاها بالتراب.


بعد ذلك حدث شيء عجيب! إذ نمت بسرعة شجرة تفاح كبيرة مليئة بالثمار.


وقف الرجل مندهشاً مما حدث دون أن يدري ماذا يقول، فقال العجوز: هذا شكر مني لك لأنك ساعدتني، خذ من هذه الشجرة ما تشاء من التفاح، ثم نادى على أهل المدينة قائلاً: هيا هيا! تفاح للجميع مجاناً!


ملأ الرجل سلة كبيرة من التفاح وكذلك رجال المدينة، ولما وصل بائع التفاح الذي رفض مساعدة العجوز لم يجد على الشجرة أي ثمرة يأخذها.


ومرّت عدة أيام لم يبع فيها بائع التفاح ولا حتى تفاحة واحدة؛ فقد أخذ أهل المدينة ما يكفيهم من التفاح من شجرة الرجل العجوز.


وبذلك فسدت ثمرات التفاح عند البائع وخسر تجارته، فشعر بالندم لأنه لم يكن متعاوناً ولم يساعد العجوز.

   


المعاني والمفردات:

*أمتعته: أغراضه الشخصية.

*إزميل: أداة لحفر الأرض.