عاشت مجموعة من الحشرات في الحقل، وكان الصرصور جارًا للنملة النشيطة.

في يوم من أيام الصيف المشمسة خرج الصرصور إلى الحقل، وبدأ باللعب والغناء حتّى شعر بالتّعب، فجلس تحت الظلّ، أما النملة فبدأت تعمل بجدّ ونشاط.

تناول الصرصور حبة قمح وبدأ بأكلها وهو يراقب النملة التي كانت تعمل منذ الصباح. 

تعجّب الصرصور من النملة وضحك وهو يظن أنه أكثر ذكاءً منها، 

فهو يستطيع أن يأكل ويلعب ولا يعمل، على عكس النملة التي كانت تعمل كل يوم في جمع الحبوب.

مرت الأيام وجاء فصل الشتاء، وكانت النملة النشيطة تعيش بدفء في منزلها، 

ولديها من الطعام ما يكفيها طوال فصل الشتاء دون أن تحتاج إلى الخروج في البرد أو العمل تحت المطر.

أما الصرصور المسكين فقد أصبح يخرج في البرد الشديد للبحث عن الطعام لأنه لم يُخزّن ما يكفيه من الطعام.

شاهدت النملةُ الصرصورَ من نافذة بيتها وهو يبحث عن الطعام، فخافت عليه من البرد ونادته للدخول عندها، وقدّمت له الطعام.

شكر الصرصور النملة، وقال لها: الآن تعلّمت أنّ ما نتعب في تحصيله اليوم سنجده في الغد، وسأُصبح مثلك نشيطًا ومجتهدًا.