عيسى عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لبني إسرائيل لدعوتهم للطريق الصحيح وعبادة الله وحده.

وقد كانت ولادته معجزة من الله فقد كانت أمه مريم عليها السلام ولكن لم يكن له أب،

أعطاه الله تعالى معجزة منذ أن كان رضيعاً، فقد تكّلم وأخبر قومه أنه سيكون رسول رب العالمين، وسيكون شخصاً مُباركاً أينما كان.

كَبُرَ عيسى عليه السلام في قومه حتى أصبح شاباً قوياً ونبياً مُختاراً من الله، وبدأ يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله تعالى وحده وترك الكفر، لكنّ قومه لم يصدقوه وطلبوا منه علامات تدلّ على صدق ما يقوله.

فأعطاه الله الكثير من المعجزات، فكان يُعيد البصر للأعمى بإذن الله، ويشفي المريض بإذن الله، كما كان يُشكّل من الطين شكل طير ثم ينفخ فيه فيصبح طيراً حقيقياً بإذن الله.

آمن عدد من قوم عيسى عليه السلام به، لكن ومع كل هذه المعجزات بقيت جماعة من قومه لا تُصدّقه. 

وفي يوم من الأيام طلبت مجموعة من الذين آمنوا مع عيسى عليه السلام طلباً غريباً، فقالوا له: اطلب من ربّك أن ينزل علينا مائدة من السماء فيها أنواع عديدة من الطعام، وذلك حتى يزيد إيماننا ولا يدخل إلينا الشكّ بما تدعوننا إليه.

فاستغرب عيسى عليه السلام من طلبهم، لأنه يعلم أن المؤمنين الصادقين لا يحتاجون معجزات من الله حتى يزيد إيمانهم، لكنه دعا الله تعالى ليُنزل عليهم مائدة من السماء، فاستجاب له الله ونزلت المائدة من السماء، وكان عليها الكثير من الطعام اللذيذ. وأكل منها جميع القوم، وبقي المؤمنون على إيمانهم.

والغريب بعد كل هذه المعجزات أن جماعة من قوم عيسى عليه السلام أصرت على رفض الإيمان به وتصديق دعوته، وقرروا قتله والتخلص منه.

 وعندما جاء الليل ذهبوا إلى بيت عيسى -عليه السلام- لقتله، لكنّ الله تعالى حمى عيسى -عليه السلام- ورفعه بقدرته من بيته إلى السماء دون أن يعلم قومه بذلك.

وقد جعل الله بقدرته أحد الرجال يشبه عيسى -عليه السلام-، فقتل بنو إسرائيل ذلك الرجل ظناً منهم أنه هو عيسى -عليه السلام-.

وبذلك حمى الله تعالى نبيه الكريم عيسى - عليه السلام- من شرّ بني إسرائيل. 


المعاني والمفردات:

*معجزة: أمر خارق للعادة يخص الله تعالى به الأنبياء والمرسلين.

*بنو إسرائيل: قوم من الأقوام السابقة أرسل الله لهم العديد من الأنبياء.

*مائدة: طاولة عليها طعام.

*تسللوا: دخلوا بهدوء وخِفية.