يُحكى أنّه في إحدى القرى كانت تعيش سيدة في منزل صغير وسط مزرعة جميلة فيها الكثير من الخِراف.

وكان لدى هذه السيدة خادم يقوم بكل أعمال المنزل ويعتني بخِراف المزرعة، وذلك مُقابل القليل من المال، فقد كانت تُعرَف بأنها سيدة بخيلة. 

وفي يوم من الأيام جاء إلى المزرعة رجل غريب يسأل عن صاحب المزرعة، فسأله الخادم: من أنت أيها الرجل؟

فأجاب الرجل: أنا تاجر للصوف، أريد أن أشتري كمية من الصوف الجيد، وسمعت عن هذه المزرعة وأنّ صوف خِرافها جيد.

قال الخادم: لحظة من فضلك لأنادي السيدة صاحبة المزرعة.

التقت السيدة البخيلة بتاجر الصوف واتفقت معه على أن تُعطيه الصوف بعد يومين، فقال لها التاجر: عليكِ أن تبحثي عن عامل لجزّ الصوف في المدينة، ففي القرية هنا لا يوجد من يقوم بهذه المهمة. 

ذهبت المرأة إلى المدينة تبحث عن أحد يجزّ لها الصوف، لكنّ جميع من التقت بهم كانوا يطلبون الكثير من المال، وبسبب بُخلها لم تتفق مع أحد منهم، وعادت إلى منزلها غاضبة.

جلست السيدة مع نفسها تُفكّر بطريقة لجزّ الصوف، وفجأةً خطرت على بالها فكرة؛ لماذا لا تطلب ماكينة حلاقة من خادمها وتجزّ بها الصوف بنفسها، فابتسمت وقالت في نفسها: إنّها فكرة رائعة أوفّر بها المال.

وفي صباح اليوم التالي أخذت السيدة البخيلة ماكينة الحلاقة من خادمها، وبدأت تركض وراء الخِراف تمسك بواحد تلو الآخر تجزّ القليل من صوفه ثم يفلت منها وهو يصيح من الألم.

وبعد مدة شعرت السيدة بالتعب ولم تستطع إكمال جزّ الصوف، وعندما نظرت إلى الخِراف وجدت على جسدها الكثير من الجروح، فأصابها حزن شديد.

وفي اليوم التالي جاء التاجر ليأخذ الصوف، وعندما وجد أنّ الصوف غير جاهز غَضِبَ ورحل.

 وبذلك خسرت السيدة العمل مع تاجر الصوف بسبب بُخلها.



المعاني والمفردات: 

*الخِراف: جمع خروف.

*جزّ الصوف: قص الصوف.