في قديم الزمان خرج رجل من قريته مسافرًا عبر الصحراء لقضاء بعض مصالحه خارج القرية.


سار الرجل مسافة طويلة واشتدت حرارة الشمس من فوقه، فشعر بالتعب وأحسّ بالعطش الشديد، فأخذ يبحث عن الماء في أنحاء الصحراء.


وبينما كان الرجل يمشي متعبًا وجد بئر ماء على مقربة منه، فسار نحوه مسرعًا وقال: الحمد لله الحمد لله، لقد وجدتُ الماء، ثم نزل إلى البئر وشرب منه ما يروي عطشه.


خرج الرجل من البئر وبدأ يستعدّ لإكمال طريق سفره، ولم يبتعد سوى خطوات قليلة حتى اقترب منه كلب يلهث بشدّة ويبدو عليه التعب الشديد، ويلعق الرمل بلسانه.


لما رأى الرجل الكلب بهذه الحالة قال يُكلّم نفسه: يبدو أنّ هذا الكلب المسكين يشعر بالعطش كما كنتُ أشعر أنا قبل قليل، ولا بدّ أن أسقيه من الماء.


أخذ الرجل يبحث يمينًا ويسارًا علّه يجد شيئًا يملؤه بالماء ليشرب من الكلب، لكنّه لم يعثر على أي شيء، فاحتار الرجل ماذا يفعل، وفجأة خطرت له فكرة جيّدة؛ خلع حذاءه ونزل إلى البئر وملأه بالماء، ثم خرج وقرّبه من فم الكلب وسقاه حتى ارتوى، بعدها ابتسم الرجل وقال: الحمد لله رب العالمين، ثم أكمل طريق سفره، وقد أعطاه الله الأجر والثواب لأنه سقى الكلب.



معاني المفردات:

*يلعق: يلحسه بلسانه.


ولقراءة المزيد من الحكايات الدينية للأطفال: قصة بئر عثمان، قصة أصحاب الفيل.