في يوم من أيام فصل الربيع الجميلة خرجت النملة من بيتها باتجاه النهر حتى تشرب الماء.

وصلت النملة إلى حافة النهر، وانحنت بجسدها نحو الأمام قليلًا، لكن اختلّ توازنها ولم تتمالك نفسها فسقطت في النهر.

أخذت النملة تصرخ بصوت عالٍ وتطلب المساعدة: ساعدوني أرجوكم، إنني أغرق ساعدوني.

في هذه الأثناء كانت حمامة بيضاء جميلة تطير قُرب النهر، فسمعت النملة وهي تصرخ ورأتها تحاول إنقاذ نفسها من الغرق.

أسرعت الحمامة وكسرت غصنًا صغيرًا من إحدى الأشجار وحملته إلى النملة ممسكةً بأحد أطرافه وقالت: أمسكي بالغصن من هنا جيدًا أيتها النملة، بسرعة بسرعة.

وبالفعل أمسكت النملة بالطرف الآخر من الغصن، فسحبتها الحمامة على الفور ناحية الأرض وأجلستها بجانب شجرة كبيرة.

شكرت النملة الحمامة على مساعدتها، وبقيت جالسة مكانها بعض الوقت؛ فقد كانت النملة متعبة جدًا ولم تستطع المشي مباشرة.

عندها طارت الحمامة وعادت بعد دقائق تحمل ثمارًا كثيرة لتأكل منها النملة وتستعيد قوتها.

استعادت النملة نشاطها وقوتها وشكرت الحمامة، ثمّ ذهبت كل منهما إلى بيتها.

بعد مرور عدة أيام خرجت النملة تبحث عن طعام لها بين الأشجار، وبينما هي تمشي شاهدت من بعيد صديقتها الحمامة التي أنقذتها تجلس على غصن إحدى الأشجار، فقررت الذهاب إليها لتسلّم عليها.

اقتربت النملة من الشجرة التي تجلس عليها الحمامة فشاهدت صيادًا يقترب منها شيئًا فشيئًا ويصوّب بندقيته نحوها.

فكّرت النملة سريعًا بطريقة تُنقذ بها حياة الحمامة، وأسرعت نحو الصياد وقرصت قدمه بقوة، فانطلقت منه صرخة عالية وذهب بعيدًا يتألم وهو يُمسك بقدمه.

رأت الحمامة ما جرى وأدركت أنّ النملة أنقذتها من ذلك الصياد، فذهبت إليها وشكرتها بحرارة.

بعدها أصبحت النملة والحمامة صديقتين إلى الأبد.


ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الثور الذكي، قصة الثعلب والحمامة.