يُحكى أنه في إحدى الغابات الكبيرة والبعيدة كانت تعيش الحيوانات معًا بمحبة وسلام، إلا الثعلب المكار الذي لم تكن الحيوانات تحبه وهو أيضًا لم يكن يحبّها.

وفي يوم من الأيام كان الثعلب جالسًا في بيته يتناول الطعام، وبعد أن انتهى شعر بالعطش الشديد، فأخذ يبحث عن زجاجة ماء عنده فلم يجد.

قرر الثعلب أن يخرج إلى البئر العميقة الموجودة في وسط الغابة علّه يجد فيها ما يكفيه من الماء ليشرب منه، وبالفعل خرج وسار بين الأشجار العالية حتى وصل إلى المكان.

وصل الثعلب إلى البئر ومدّ رأسه نحو الأمام قليلًا ليرى إن كان فيها ماء أم لا، فلما وجدها ممتلئة فرح كثيرًا لأنّ عطشه كان شديدًا، وصار يقفز هنا وهناك حول البئر حتى فقد توازنه وسقط فيها.

وجد الثعلب نفسه في قاع البئر، فشرب حاجته من الماء ثم جلس يفكر بطريقة يخرج بها من هذه البئر العميقة.

وبينما هو جالس مكانه يتحدث مع نفسه قائلًا: كيف ستخرج أيها الثعلب من هنا، كيف ستخرج؟!، مرّت من جانب البئر الماعز الطيبة، فسمعت صوتًا يصدر منها.

اقتربت الماعز من البئر أكثر ورأت الثعلب يجلس هناك، فقالت: ماذا تفعل هنا؟ نظر الثعلب ناحية الصوت ورأى الماعز تقف في الأعلى فخطرت له بسرعة فكرة شريرة ليخرج من مكانه.

ابتسم الثعلب المكار ثم ردّ على الماعز وقال: جئت لأشرب من الماء وألعب قليلًا، ما رأيك أن تقفزي عندي ونلعب ونمرح معًا؟

سكتت الماعز الطيبة لتفكر فقال الثعلب: هيا، لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير، فالجو حارّ والماء سيُنعشكِ.

اقتنعت الماعز بكلام الثعلب وقفزت إلى داخل البئر، وبدأت تشرب من الماء، فاستغل الثعلب هذه اللحظة وقفز على ظهرها ثم قفز إلى الخارج، وهو يضحك بصوت عالٍ.

قال الثعلب المكار للماعز ساخرًا: شكرًا لكِ على المساعدة أيتها الماعز المسكينة، سأترككِ لتبحثي عن أحد يُخرجكِ من هنا.

جلست الماعز في البئر تبكي لأن الثعلب استطاع أن يخدعها، وبقيت مكانها تنتظر من يُساعدها.


معاني المفردات:

*المكّار: المُخادع.


ولقراءة المزيد من الحكايات الجميلة للأطفال ما قبل النوم: قصة الفأر الذكي، قصة العنزات السبعة.