في إحدى الغابات الكبيرة والجميلة كانت الحيوانات تعيش معًا بسعادة وسلام، إلا أنّها كانت تخاف من الأسد ملك الغابة كثيرًا وتخشى الاقتراب منه.


وفي يوم من أيام الصيف المشمسة خرج الأسد من بيته يتمشّى بين الأشجار ويصيح بصوت عالٍ بحثًا عن شيء يأكله، وكان كلّما اقترب من أحد من الحيوانات يفرّ هاربًا إلى منزله خشية أن يأكله الأسد.


مضى وقت طويل والأسد يمشي ولم يعثر بعد على طعامه، وفجأة وجد أمامه سلحفاة صغيرة يبدو أنها لم تستطع الاختباء منه بسبب بطء حركتها.


اقترب الأسد من السلحفاة الخائفة وقال: لسوء حظّك أيتها السلحفاة أنّي لم أجد غيركِ أمامي، ثمّ فتح الأسد فمه استعدادًا لأكلها، لكنّ السلحفاة أخذت تبكي وقالت: أنا مسكينة، أرجوك لا تأكلني.


غضب الأسد وقال: لن أُشفق عليكِ، فأنا جائع جدًا، فكّرت السلحفاة بسرعة وردّت بذكاء: إنّك لن تشبع إذا أكلتني، بل على العكس ستصبح جائعًا أكثر.


ضحك الأسد ضحكة شريرة ثم قال: لن تستطيعي إقناعي أيتها الصغيرة، سأكلك حتمًا، ردت السلحفاة الذكية: حسنًا، وإذا ضربتني بغصن الشجرة قبل أن تأكلني فأنا أقبل بذلك لكن أرجوك لا ترميني في النهر.


غضب الأسد من السلحفاة كثيرًا وشعر أنها تتحدّاه، فقرر أن يفعل عكس ما تقوله له، فأمسك بيده الضخمة بالسلحفاة التي تظاهرت بالخوف ورماها بقوة إلى النهر.


بدأت السلحفاة بالضحك وقالت للأسد من بعيد: كم أنت حيوان غبي، ألا تعرف أني لا أخاف من الماء ويمكنني البقاء فيه دون أن أغرق.


بعدها راحت السلحفاة الذكية تسبح بعيدًا وتركت الأسد وحده يصيح غضبًا.


معاني المفردات:

*أُشفق: أحزن.


ولقراءة المزيد من حكايات ما قبل النوم للأطفال: قصة الأسد المريض، قصة العنزات الثلاث.